تقارير وتحليلات

نشر في : 09-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-09 23:22:13

أحمد جمال أحمد

في ربيع عام 2018 بدأت ظاهرة انتشار أشجار الكريسماس الميتة في حقول كندا، التي اكتشفها أنتوني تايلور، أستاذ الغابات بجامعة نيو برونزويك.

منذ ذلك الوقت، عمل تايلور ومعه عدد من الباحثين للاستدلال على أسباب انتشار أشجار التنوب البلسمي الميتة، التي اشتهرت باستخدامها في الاحتفال بالكريسماس، عبر مشروع بحث لفحص ما الذي يقتل الأشجار المفضلة في تزيين المنازل في عيد الميلاد.

وبعد ست سنوات، في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة "Frontiers in Forests and Global Change"، حدد تايلور وزملاؤه سبب موت الأشجار في مناطق غرب نيو برونزويك وشرق مين، باعتبار أن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ هما السببان الرئيسيان لهذه الظاهرة التي تعرضت لها أشجار الكريسماس في هذه المنطقة.

وبحسب موقع "غلوبال نيوز دوت كندا"، تقول الدراسة: "إن تحديد الشذوذ المناخي واسع النطاق، مثل الجفاف، المرتبط بوفاة أشجار التنوب البلسمي المفاجئة في عام 2018 قد يكون مفيدًا لتحديد احتمالية الوفيات المستقبلية نتيجة لتغير المناخ".

وقال تايلور إنه صُدم من هذا القدر من موت أشجار التنوب البلسمي، ما يعكس تفاقم الظاهرة بشكل مؤسف في مساحات واسعة من مسطحات نمو هذه الأشجار.

وقال في مقابلة أُجريت معه مؤخرا نقلها الموقع: "من غير الطبيعي أن نشهد موتا واسع النطاق لأشجار التنوب البلسمي، وقد برز ذلك حقا".

وتشكّل أشجار التنوب البلسمي نحو 20% من إجمالي الأشجار في منطقة نيو برونزويك، وطالما كانت بفضل رائحتها العطرة وشكلها المثلث، ترتبط هذه الشجرة بعيد الميلاد.

وأضاف تايلور أن أكثر من 95% من أشجار عيد الميلاد المزروعة في المقاطعة هي من شجر التنوب البلسمي، ويتم تصدير نحو 200 ألف منها، معظمها إلى الولايات المتحدة.

وذكر الموقع، أنه بعد أن راقب الباحثون في هذه الدراسة الطريق السريع، بدأ تايلور، جنبًا إلى جنب مع جيمس بروم من جامعة نيو برونزويك، ولويك دي أورانجفيل من جامعة لافال، تحليل الأسباب المختلفة التي ربما تكون قد قتلت الأشجار، بما في ذلك الآفات وبيانات المناخ.

ولقد عانت نيو برونزويك من الجفاف في عام 2017 مع أيام دافئة وجافة في الصيف وخريف حار، وأظهر تحليلهم أن شجر التنوب البلسمي معرض بشكل خاص للجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة.

وقال تايلور: "لقد أدى موسم النمو الجاف والدافئ في العام السابق إلى إجهاد هذه الأشجار بشكل كبير وأدى إلى وفاتها في العام التالي، في عام 2018".

كما نظر الفريق في البيانات التاريخية ووجد حدثًا جويًا مشابهًا في عام 1986 عندما ماتت أشجار التنوب البلسمي بسبب الجفاف والحرارة في العام السابق، وذكر تايلور: "أكد ذلك أيضًا دراستنا، أن المناخ كان في الواقع سببًا في هذا الوفيات التي شهدناها".

بينما قال فريد سومرفيل، رئيس جمعية أشجار الكريسماس الكندية، إن شجرة التنوب البلسمي هي واحدة من أكثر الأشجار شعبية في عيد الميلاد، إلى جانب أشجار الصنوبر الاسكتلندي والأبيض والتنوب فريزر.

وقال إن شجرة التنوب البلسمي تحب الشتاء البارد والصيف الدافئ الرطب.

وذكر سومرفيل، الذي يمتلك مزرعة في أليستون، أونتاريو، على بُعد نحو 90 كيلومترًا شمال تورنتو، أن تغير المناخ يجعل الطقس غير متوقع.

وأوضح سومرفيل أن قلة الأمطار تقتل الأشجار الصغيرة أو حتى الشتلات المزروعة حديثًا، وذكر أن نمو الأشجار الأكبر سنًا يتقزم عندما لا تحصل على ما يكفي من الأمطار، وتفتقر إلى اللون الأخضر الزاهي المطلوب في عيد الميلاد.

أيضا قال مات رايت، مزارع أشجار عيد الميلاد الذي يدير مزرعة وغابات إم رايت المحدودة في نوفا سكوشا، إن تغير المناخ والحرارة يؤثران في معظم الصنوبريات، بما في ذلك شجر التنوب البلسمي، وقال: "تكافح الجذور بسبب الحرارة"، مضيفًا أن الآفات الجديدة تظهر وتهاجم الأشجار.

وقال تايلور إن الحرارة والجفاف أضعفا شجر التنوب البلسمي، مما جعله أكثر عرضة للآفات والأمراض التي قد يكون قادرًا على الدفاع ضدها بخلاف ذلك.

وأضاف أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيف سيؤثر تغير المناخ في الآفات وأشجار عيد الميلاد في المستقبل.

وذكر أن بعض الطرق للتخفيف من آثار تغير المناخ هي زراعة أنواع مختلفة لتحسين مرونة الغابات ومراقبة أنماط الطقس.

وقال إن العام الماضي كان أحد أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق، ومن المتوقع أن يتجاوز عام 2024 ذلك، وأضاف أن موت أشجار التنوب البلسمي الذي بدأ في عام 2018، من المرجح أن يصبح أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل.